العلاقة بين الرجل والمرأة من أكثر النقاط التى حيرت علماء النفس والباحثين على مدار التاريخ، فالمرأة العاقلة والمتعلمة يمكنها أن تخلق جوًا من السعادة والرضا ملىء بالرقة والدلال لزوجها، أما المرأة غير المتفهمة فهى الجحيم ذاته.
وكل رجل له مفاتيح خاصة ولكى تتعاملى معه وتكسبيه يجب أن تكتشفى المفتاح الخاص بزوجك. وبعد استطلاع آراء عدد من الرجال حول أهم ما يمكن للمرأة أن تقدمه للرجل والصفات التى يتمنى الرجل أن تتحلى بها شريكة حياته، لتخلق فى البيت مناخًا مفعمًا بالسعادة.
والزوجة العاقلة المثالية هى التى تجمع بين صفات الصديقة والأم الحنون والحبيبة أو العشيقة، وتقدر أن تظهر كل صفة فى الوقت المناسب وطبقا للظروف واحتياجات الزوج، فإذا جمعت الزوجة تلك الصفات فقد ملكت عقلا وفكرا وحكمة تقدمها له عند التعرض للمشاكل والصعاب، وتكون عونا له لأخذ الاستشارات والنصائح وقلبا حنونا يعامله معاملة الأم لصغيرها وجسما رشيقا مثيرا لا يرى معها أى امرأة أخرى ويشعر دائما أنه يملك كنزا يحسده عليه الكثير من الرجال.
فالمرأة بالنسبة للرجل هى مصدر الحنان والرقة والدواء الذى يشفيه من الحزن والضيق ويرفع عنه الهم، لذا فهو يكون فى أشد الحاجة لتلك الصفات وقت الضعف، المشاكل أو الضيق.
وقتها لابد أن تكون مصدر أمان وقوة بالنسبة له وتشعره بأنها واقفة بجانبه مهما كانت ظروفه، لن تتخلى عنه، وأن تحسن المرأة فن الإصغاء إلى زوجها وتشعره بأنها مهتمة به كى يجلو ما بداخله من هموم وإلا لجأ لغيرها ليشكو همومه.
ولا بد أن تكون المرأة مخلصة تشارك زوجها حياته بحلوها ومرها برضا وقناعة وتقاسمه همومه دون تذمر أو اعتراض، وبذلك يتحقق الانسجام بين الطرفين.
ويجب أن تشعره بأنها تحبه وتفتخر وتعتز به ولو تجاوزت بعض الصدق فلا ضرر من أجل الحفاظ على الانسجام وتقوية أواصر الزوجية، ولنا فى موقف أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله عنها العبرة فى موقفها عندما نزل على زوجها الوحى ودخل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان فى قمة الضعف والخوف هى التى ثبتته ومنحته الأمان والطمأنينة.
وإن كان فى حيرة أو يحتاج استشاره يثق أن زوجته هى الشخص المناسب فهى تتميز برجاحة العقل والحكمة ملمة فى كل شىء يستطيع مناقشتها فى أى موضوع، تزن الأمور بميزان العقل وتنظر إلى الواقع من حولها نظرة حكيمة تستطيع من خلالها الحكم على الأشياء مما يمكنها من اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، وقدوتنا فى ذلك أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها فى موقف صلح الحديبية وملكة سبأ التى لجأت إلى قومها لاستشارتهم فى الرد على هدية سيدنا سليمان عليه السلام.
فكلا منهما قرأت الواقع جيدا ونظرت للأمور بعقلانية وحكمة دون الاندفاع وراء العاطفة التى تتميز بها أغلب النساء. وأيضا كانت أمنا خديجة رضى الله عنها تتميز بهذه الصفة فلو لاحظنا أن الرسول صلى الله عليم وسلم عندما نزل به الوحى لم يكن فى حاجة لأن يتوجه لصديق أو طلب استشارة من أى رجل واكتفى برأى زوجته السيدة خديجة، لأنه يثق فى عقليتها، عندما أشارت عليه بأن يذهبون إلى ورقة بن نوفل فهو ألشخص الأنسب.
المرأة الجميلة قادرة على النفوذ إلى أعماق الرجل، لذا فعلى المرأة أن تمثل له الأنوثة المتجددة فى شكلها وكلماتها وحركاتها ومشبعته عاطفيا، لأنها تعبر عن مشاعرها وتظهر له شوقها وتداعبه دون تحرج أو حياء ولا تضع حدودا فى علاقتهم الزوجية دوما، وأن تجعله لا يملها فكل فترة تجدها بشكل مختلف يشعره أنها أنثى أخرى لا يرى على جسمها أى تشويه من آثار الحمل أو السمنة وتقدم السن تشعر بأهمية أنوثتها وجسمها وتعتنى فى نفسها لتسعده ولا تقبل أن يراها إلا بأجمل صورة.
ويؤكد الحديث الشريف لسيدنا محمد (ص) (إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها حفظته فى عرضها ونفسها ومالها وبيتها). أى أنها مهتمة بمظهرها الخارجى ونظافتها وتهتم بجمال وجهها وتهتم بملبسها وأن يجد فى وجهها النضارة والبشاشة التى تعطيه الدافع نحو الاهتمام بها وعدم النظر إلى غيرها، وأكثر المشاكل الزوجية تكون بسبب إهمال الزوجة فى مظهرها ونظافتها وملبسها وطلاقة وجهها مع زوجها ويجب أن تكون المرأة شديدة الحياء والعفاف خارج منزلها أما عند زوجها فهى أنوثة طاغية تملك من الأنوثة ما يجعله أعمى عن باقى نساء الكون فهى متجددة.
الزوجة المثالية هى التى تحسن تدبير شئون المنزل وتتقن فن الطبخ والتجديد فى الوجبات باستمرار، وتضع ما لديها من مال فى خير موضع وفى أفضل سبيل، وتربى أولادها بنفسها ولا تتركهم للخدم أو للشارع أو ليد غير يدها وهى تربيهم على الصلاح والاستقامة وحسن السلوك، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الزوجة راعية وهى مسئولة عن رعيتها) ولو كان لابد منه فليكن تحت نظرها ولا تغفل عنهم أبدًا، مع أن يكون الاهتمام بأطفالها لا يشغلها عن زوجها أو الاهتمام بمظهرها فعند قدوم زوجها تتفرغ له ويكون هو كل اهتمامها.
والزوجة الذكية هى التى تكون محبوبة لدى أسرته عامة وخاصة والدته وأن تعاملها مثل والدتها فيجب أن تتودد وتتواضع إليها وتتلطف بها، وتظهر الاحترام لها ولا تدخل فى أى خلافات عائلية معها، لأن وجود التنافر بين الزوجة وأهله يضع الزوج بين كفى رحى ويتشتت ذهنه بين الاثنين. وإذا حدث منهم ما لا يسرك فاصبرى وتحملى واحتسبى ولا تظهرى لزوجك حزنك أو تضجرك من أهله.
على الزوجة أن تكون قنوعة وإن طلبت، فهى تعرف متى تطلب، وماذا تطلب فلا تحمله فوق طاقته أو تضغط عليه أو تجرحه بمقارنته بزوج آخر أفضل منه ماديا، فالرضا بقسمة الله هو ما يميز الزوجة العاقلة التى تبعث الراحة والطمأنينة للرجل.
ولأن الحياة الزوجية ممكن أن تمر بمراحل ومنعطفات خطيرة تحتاج إلى الرضا والقناعة والصبر، فيجب على المرأة أن لا تتذمر حتى لا ينحرف الزوج ويعمل على تحقيق رغبات زوجته بطرق ملتوية قال تعالى (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعًا بالمعروف حقًا على المحسنين) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنةً) وكان من أدب نساء السلف رضى الله عنهن، إذا خرج الرجل من منزله تقول له امرأته (إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع، ولا نصبر على النار).
وأخيرا ما أحلى أن تشكر المرأة زوجها على جميل صنعه لها لأن هذا يحفظ المحبة ويشجعه على تكرار ذلك وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير النساء التى إذا أُعطيت شكرت، وإذا حرمت صبرت، تسرك إذا نظرت، وتطيعك إذا أمرت).
وبعد استعراض ما سبق نجد أن كل امرأة ببعض من التفاهم والذكاء ممكن أن تكون زوجة مثالية وتجعل من بيتها قطعة من الجنة وتشعر زوجها أنه ملك متوج.
الكاتب: د. محمد عادل الحديدي أستاذ الصحة النفسية
المصدر: موقع اليوم السابع